سوء الامتصاص وأسبابه

Date: 
الاثنين, يناير 21, 2019
د. مها راداميس
بكالوريوس الطب والجراحة
تغـذية عـلاجية
عـضو الجمعـية الأمريكية لعـلاج السمنة
عـضو الجمعـية المصرية لدراسة السمنة

تمثل متلازمة سوء الامتصاص قصور الجسم في الامتصاص المناسب للفيتامينات والمعادن والمواد الغذائية المختلفة الموجودة
في الأطعة حتى وان كانت الوجبة الغذائية كافية ، فإن الشخص المصاب بمرض سوء الامتصاص يعانى من أمراض
نقص التغذية المختلفة . ينتج مرض سوء الامتصاص من تعطل الهضم أو قصور في امتصاص المواد الغذائية ووصولها إلى مجرى الدم من القناة الهضمية أو نتيجة وجود السببين معا


الأعراض العامة لمرض سوء الامتصاص تتمثل في حدوث الإمساك أو الإسهال وجفاف الجلد والتعب واضطرابات عقلية وتوتر أو وهن في العضلات وتكوين الغازات وزيادة القابلية لحدوث الكدمات وخفة الشعر ونقص في الوزن غير مفسر
واضطرابات بصرية وخصوصاً مشاكل الرؤية الليلية ، كما يمكن أن تحدث بعض متاعب البطن ، إن حدوث الأنيميا والإسهال ونقص الوزن مجتمعة غالباً ما توجد في صورة المرض النموذجية ومع ذلك فإن بعض الأشخاص وعلى غير المألوف قد تظهر عليهم أمراض السمنة نتيجة ترسب الدهون في الأنسجة بدلاً من استخدام الجسم الأمثل لها ، وبالإضافة إلي ذلك فإن الجسم في محاولة منه للحصول على احتياجاته من المواد الغذائية التي لم تمتص فإنه يشتهى المزيد والمزيد من الطعام . سوء الهضم يؤدى إلي سوء الامتصاص
ذلك لأن الطعام إذا لم يتم هضمه جيدا فإن المواد الغذائية الموجودة فيه لايمكن امتصاصها من جدار الأمعاء . وتشترك
القناة الهضمية مع البنكرياس والكبد والحوصلة المرارية في عملية امتصاص المواد الغذائية وعلى ذلك فإن كل ما
يتعارض مع الأداء الوظيفي الأمثل لهذه الأعضاء يمكن أن يؤدى إلي سوء الهضم هناك بعض العوامل الأخرى التي
قد تؤدى إلي سوء الهضم مثل نقص مستوى الإنزيمات الهاضمة والحساسية للأطعمة والوجبات التي تحوي كميات ناقصة من المواد الغذائية مثل فيتامين ب المركب (اللازم لتكوين الإنزيمات الهاضمة) وأمراض البنكرياس والمرارة والكبد والقنوات المرارية والتي ينتج عنها نقص في العصارة الصفراوية والإنزيمات الأساسية .


وبالرغم من أن أي نوع من أنواع المواد الغذائية يمكن أن يتأثر بسبب سوء الهضم ، فإن الدهون تتأثر بصورة أكثر  بالإضافة الى حدوث النقص الغذائي ، فإن قصور عملية هضم الطعام تؤدى إلي حدوث اضطرابات فى القناة الهضمية . فالغذاء غير المهضوم يتعرض لعملية
التخمر فى القناة الهضمية مما يؤدي إلى تكون الغازات وانتفاخ واضطرابات وآلام بالبطن . حتى وان كان الطعام مهضوماً جيداً فإنه
ربما تكون هناك مشكلة تمنع من حصول الجسم على المواد الغذائية ودخولها إلي الدم وتمنع من استفادة أنسجة الجسم منها ، وتلف جدار الأمعاء الذي يتم من خلاله عملية الامتصاص يعد واحداً من هذه المشاكل وهناك الكثير من الأمراض التي تؤدي إلي تلف الأمعاء مثل داء البطن والتهاب القولون وتهيج القناة الهضمية والعدوى الطفيلية وتعاطي كميات كبيرة من الكحوليات ومضادات الحموضة والملينات . ويمكن أن يؤدي
.
الإمساك أو الإسهال إلى تلف الأمعاء ايضا هناك عوامل قد تؤدي الى اضطراب وظيفي في آلية الامتصاص ، مثل الوجبات الفقيرة في المواد الغذائية وزيادة طبقة المخاط التي تغطي جدار الأمعاء (غالبا نتيجة للاستهلاك الزائد للأغذية الجاهزة والمكونة للمخاط اللزج ) واستخدام بعض العقاقير الطبية والمضادات الحيوية وبعض الأمراض مثل السرطان والإيدز ، ويتعرض مرضى الإيدز خاصة لمتاعب سوء الامتصاص بسبب الإسهال المزمن وفقدان الشهية للطعام ونمو الكانديدا في القناة الهضمية ، وانسداد الجهاز الليمفاوي يمكن أن يؤدي إلى سوء امتصاص المواد الغذائية .
وبغض النظر عن جودة وجبتك الغذائية أو عدد مكملات الأغذية التي تتناولها ، فإنك سوف تصاب بأمراض نقص التغذية إذا كنت تعاني من مرض سوء الامتصاص ، كما أن سوء امتصاص البروتينات يؤدي إلى حدوث إيديما Edema استسقاء) وتعني تورم الأنسجة نتيجة استبقاء السوائل فيها .


يؤدي نقص الكالسيوم وفيتامين د إلى الوهن العضلي ومشاكل الدورة الدموية وهشاشة العظام والتكزز (هي حالة تتميز بوجود تقلصات وارتجافات عضلية مؤلمة ،) ويؤدي نقص الفوليك إلى حدوث الأنيميا ، قصور امتصاص فيتامين ب وفي نقل الأحماض الأمينية عبر جدار الأمعاء يؤثر على تكوين الإنزيمات

الهاضمة اللازمة ، ويزيد من سوء الحالة لأن هذه المواد الغذائية رئيسية في عملية الامتصاص نفسها ، بجانب كون مرض سوء
الامتصاص مرضاً خطيراً ً بذاته فإنه يمثل عاملا لحدوث بعض المشاكل الطبية والجسدية الأخرى . يحتاج الجسم إلى كل المواد الغذائية في حالة توازن لأنها تتوافق في عملها ، فإذا حدث نقص في نوع واحد منها فإن الجسم لايستطيع أن يعمل كما ينبغي وتسير الأمور في الانحراف ، ويعتبر مرض نقص


الامتصاص عاملا مساعداً لإصابة بعدد كبير من الأمراض مثل السرطان وأمراض القلب وتخلخل العظام ، وبسبب ضعف المناعة نتيجة قصور المواد الغذائية الضرورية يمكن الإصابة بجميع أنواع العدوى . كما يعتبر مرض نقص الامتصاص عاملا مهماً لحدوث الشيخوخة
المبكرة وربما يكون هو السبب لتفسير حدوث الشيخوخة في بعض الأشخاص بصورة أسرع من الآخرين . ويجب على المصابين بمرض نقص الامتصاص أن يتناولوا كميات من المواد الغذائية أكثر من غيرهم لتعويض وعلاج المشكلة ولإمداد الجسم بهذه المواد الغذائية فإنه من المستحسن تجاوز القناة الهضمية بقد الإمكان . وعند اختيار المكملات الغذائية يجب اجتناب الأقراص ممتدة المفعول والكبيرة في الحجم والصلبة . وكثير من المصابين بأعراض مرض نقص الامتصاص لايمكنهم تكسير المكملات الغذائية التي يتناولونها في صورة
أقراص صلبة . حتى إن بعضهم يطردها سليمة كما هي في البراز . كما يمكن إعطاء المواد الغذائية في صورة أفضل يسهل
امتصاصها عن طريق استخدام الحقن والمساحيق والسوائل وأقراص الاستحلاب

استخدام بعض العقاقير الطبية والمضادات الحيوية وبعض الأمراض مثل السرطان والإيدز يؤدي إلى سوء الامتصاص

نصائح مهمة :
اتبع التوصيات التي سنذكرها هنا لمدة شهر على الأقل لتعطي الفرصة لشفاء القولون وتطهير جداره من المواد
البرازية الصلبة والمخاط وبعد ثلاثين يوماً يمكنك تدريجياً
أن تتناول الأطعمة التي امتنعت عنها من قبل ، ولكن لاتضفها إلى وجبتك الغذائية بسرعة أو تضيفها جميعاً في الحال .
ولكن بدلاً من ذلك تستطيع أن تضيفها كل على حدة وبكميات صغيرة .


- 1تناول الوجبات الغنية بالكربوهيدرات المعقدة والفقيرة في الدهون .أضف إلى طعامك الأرز المقشور جيد الطهي
والذرة العويجة وطحين الشوفان والخضروات المطهية بالبخار .


- 2تناول كميات وفيرة من الفواكه (ماعدا الموالح)


- 3تناول باستمرار الأناناس والبابايا الطازجة . امضغ من 4إلى 6بذور من نبات البابايا بعد الأكل .


- 4تناول السمك الأبيض المشوي أو المطهي بالبخار 3 مرات كل أسبوع .


- 5اشرب يومياً 6إلى 8أكواب من السوائل المحتوية على العصائر والماء عالي الجودة والأعشاب المنقوعة ، استخدم مولت الشعير وكمية صغيرة من عسل النحل أو المكسرات .


- 6لاتتناول منتجات القمح حتى تتماثل للشفاء .


- 7تجنب المنتجات المحتوية على الكافيين التي تقلل من امتصاص الحديد وهذه المنتجات تشمل ( الشاي ، القهوة ، الكولا ، الشيكولاته ، وكثير من الأطعمة الجاهزة وبعض الأدوية


- 8حافظ على الحد الأدنى في استهلاك الدهون والزيوت وتجنب المنتجات الحيوانية (المتضمنة الزبدة ) والأطعمة المقلية
أو الدهنية أو السمن الصناعي وكل منتجات الألبان والأغذية الجاهزة (المصنعة ) التي تزيد من إفراز المخاط .


- 9تجنب الموالح والأصداف والأرز الأبيض .


- 10لا تأكل اللحوم أو منتجاتها ، فاللحوم صعبة الهضم وتزيد من تكوين الأحماض .


– 11تجنب تماماًالأغذية زهيدة الفائدة المحتوية على كميات كبيرة من السكريات أو الملح أو الدهون مثل بطاطس الشيبسي
والحلويات ، وكذلك تجنب المنتجات الأخرى المحتوية على السكر والملح والمونوصوديوم جلوتامات والمواد الحافظة .


- 12اتبع برنامج صيام شهري .


- 13تجنب استخدام الزيوت المعدنية أو الملينات الأخرى وخصوصاً إذا كنت تستخدمها لفترة طويلة لأنه قد يحدث اتكال وتلف للقولون .


- 14شاور طبيبك عند حدوث إسهال أو اضطرابات هضمية أخرى استمرت أكثر من ثلاثة أيام أو إذا صاحب اضطرابات الهضم ألم حاد بالبطن أو ارتفاع درجة الحرارة أو إذا لاحظت نزول براز أسود مقطرن أو أحمر زاه في لونه

د. مها راداميس بكالوريوس الطب والجراحة تغـذية عـلاجية عـضو الجمعـية الأمريكية لعـلاج السمنة عـضو الجمعـية المصرية لدراسة السمنة