الحصوات الصفراوية علاج الأعراض وترك الأسباب الحصوات الصفراوية من مشاكل الجهاز الهضمي الشائعة، وهي غالبا ما تكون غير ضارة وتظل كامنة داخل الجسم دون علم المرضى بإصابتهم بها لعدم ظهور أعراض لها، لكنها قد تشكل خطرا على المرضى في وقت ما. وعادة تعتبر الجراحة ال

Date: 
الخميس, مارس 28, 2019

الحصوات الصفراوية

علاج الأعراض وترك الأسباب

الحصوات الصفراوية من
مشاكل الجهاز الهضمي
الشائعة، وهي غالبا ما تكون
غير ضارة وتظل كامنة داخل الجسم دون علم
المرضى بإصابتهم بها لعدم ظهور أعراض
لها، لكنها قد تشكل خطرا على المرضى في
وقت ما. وعادة تعتبر الجراحة الحل الأمثل
للحصوات الصفراوية، لأن الأدوية تعالج
الأعراض فقط وليس الأسباب.
ويشير عضو الرابطة الألمانية لأطباء
أمراض الباطنة بمدينة فيسبادن، بيرنت
بيركنر، إلى أن %60إلى %80من الأشخاص
المصابين بالحصوات الصفراوية لا يعرفون
بإصابتهم، مطمئنا أنها عادة لا تستلزم
الخضوع لأي علاج، طالما لا تتسبب لصاحبها
في الشعور بمتاعب.
وتؤكد عضو الرابطة الألمانية لاختصاصي
الطب العام بمدينة كولونيا، أنكه ريشتر،
على الدور الذي تلعبه الوراثة في المرض،
ولذلك فإن الطبيب يسأل المريض عن السيرة
المرضية لعائلته، كما يتم إجراء فحص عينة
دم لاختبار وظائف الكبد لدى المريض
ونسب الالتهاب لديه، وأشعة بالموجات
فوق الصوتية على المرارة، لأنها تكشف
عما إذا كان هناك حصوات بشكل فوري،
مضيفة أنه يفضل أيضا إجراء منظار على
المعدة، كي يتم استبعاد
احتمالية أن تكون
الإصابة بمشاكل في
المعدة هي السبب
في الشعور بهذه
المتاعب.

أما إذا شعر المريض بآلام شديدة ومفاجئة
وكأن أحشاءه تتمدد وتتقلص في الوقت
ذاته بالجزء العلوي من بطنه على الناحية
اليمنى أو بمنطقة أعلى المعدة التي تفصل
بين الحجاب الحاجز والمعدة، فأنه لايوجد
أدنى شك حينئذ أنه مصاب بالحصوات
الصفراوية، إذ تشير هذه الأعراض إليها،
ويمكن أن تستمر لمدة تتراوح بين 15دقيقة
وخمس ساعات متواصلة، مع العلم بأنها قد
تكون مصحوبة أحيانا بقيء وغثيان.
ويرجع الأستاذ د. تيلمان زاوربروخ وهو
عضو الجمعية الألمانية لمكافحة أمراض
الجهاز الهضمي والكبد بمدينة غيسن
سبب ظهور هذه الحصوات إلى اضطراب
في نسب خلط مكونات العصارة الصفراوية
التي يفرزها الكبد، موضحا أن هذه العصارة
تتكون في الأساس من الماء بنسبة ،%80
وتحتوي أيضا على الكوليسترول والأحماض
الصفراوية وبعض المواد الصفراء كمادة
"البيليروبين" و"الليسيثين".
ما إذا زادت نسبة إفراز الكوليسترول أو
البيليروبين أو الكالسيوم، فيمكن حينئذ أن
تتحول هذه المواد إلى بلورات قد تؤدي بعد
ذلك إلى تكون حصوات.
ويشرح زاوربروخ أن زيادة الوزن أو فقدانه
بشكل شديد وكذلك التقدم بالعمر تندرج
ضمن العوامل المؤدية إلى زيادة معدل
الكوليسترول في المرارة بشكل كبير، لافتا
إلى أن الوقوع تحت ضغط عصبي يمكن أن
يؤثر على عملية مزج هذه المواد التي يفرزها
الكبد، مما يحفز تكون الحصوات، مع العلم
بأن الإصابة بالحصوات الصفراوية يمكن
أن ترجع أيضا إلى العوامل الوراثية.
وتشمل أعراض الإصابة الشعور بالامتلاء ونوبات انتفاخ أو غثيان، وتحدث
لدى %25من المصابين بها. ولكن نظرا لأنه
ليس بالضرورة أن تعزى مثل هذه الأعراض
إلى الإصابة بالحصوات الصفراوية فقط،
يشدد زاوربروخ على ضرورة استشارة
الطبيب لاستيضاح سبب الشعور بمثل هذه
المتاعب غير المحددة
أما المغص الصفراوي فعادة ما يحدث
نتيجة انزلاق الحصوات الصفراوية من
المرارة إلى القناة الصفراوية وانحشارها
داخل الموضع المؤدي إلى الاثني عشر، إذ
يتسبب ذلك في زيادة الضغط على القناة
الصفراوية نتيجة عدم تصريف العصارة
منه، كما قد ينتج عن انحشار الحصوات
في عنق المرارة.
ويحذر الطبيب من محاولة تحمل الألم
الناتج عن نوبات المغص هذه، مؤكدا ضرورة
استشارة الطبيب أو مراجعة الطوارئ فورا
إذا استمر الألم لأكثر من ساعة، إذ يمكن
أن يتسبب الانتظار في حدوث مضاعفات
خطيرة مثل الإصابة بالتهاب شديد في
المرارة أو القناة الصفراوية أو البنكرياس.
وعادة ما تتكرر الإصابة بهذا المغص
لدى نصف المرضى تقريبا في غضون عام،
وتكون نوباته متكررة وشديدة، ولذلك
يوصي الأطباء بإجراء جراحة لاستئصال
المرارة، وذلك عن طريق عملية منظار البطن
الجراحي.
أما عن إمكانية تفتيت هذه الحصوات
عن طريق الأدوية، فيؤكد زاوربروخ أن هذه
الوسيلة العلاجية ليست مجدية بشكل كبير،
إذ يمكن أن تتكون حصوات أخرى في غضون
فترة قصيرة، وذلك نظرا لعدم علاج السبب
الرئيسي لتكونها، ألا وهو اضطراب خلط
مكونات العصارة الصفراوية

تحمل الألم الناتج عن نوبات المغص لأكثر من ساعة، يتسبب في حدوث مضاعفات
خطيرة مثل الإصابة بالتهاب شديد في المرارة أو القناة الصفراوية أو البنكرياس

ويؤكد زاوربروخ عدم وجود داع لتناول
نوعيات خاصة من الأطعمة بعد إجراء
جراحة استئصال المرارة، لأن العصارة
الصفراوية وقتها ستسري بلا عوائق عبر
القناة الصفراوية من الكبد إلى الأمعاء،
مضيفا أنه قلما يستلزم الأمر تناول أدوية
وحتى إذا تم تناول أطعمة دسمة محتوية
على دهون. مع الإشارة إلى أنه من النادر
بعد الجراحة أن تتكون حصوات جديدة
بالقناة الصفراوية، مما يعني أنه بإمكان
المرضى الاستمتاع بحياتهم مجددا دون
الخوف من الإصابة بنوبة مغص جديدة.
حصى المرارة
حصى المرارة تنتج من خلال المرارة وهي
عبارة عن كيس صغير موجود تحت الكبد
مباشرة. يخزن كيس المرارة في داخله عصارة
المرارة (الصفراء ) التي ينتجها الكبد.
تساعد عصارة المرارة الجسم على هضم
الدهنيات. تتدفق عصارة المرارة من كيس
المرارة باتجاه الأمعاء الدقيقة, من خلال
قنوات دقيقة وصغيرة تسمى القناة المثانية
ّ والقني ّ ات الصفراوية (قنيات المرارة).
تتكون الحصوات في كيس المرارة من
الكوليسترول ومواد أخرى. يتفاوت حجمهما
ما بين الصغير - أصغر من حبيبات الرمل،
إلى الكبير - أكبر من كرة الغولف.
لا تسبب معظم الحصوات الصفراوية
أية مشاكل. ولكن، إذا ما أدت إحدى تلك
ّ الحصوات إلى سد قنيات المرارة, فعندئذ
تتوجب معالجتها.
الأعراض
معظم الأشخاص المصابين بالحصوات
ّ الصفراوية (التحصي الصفري - لا يعانون
من ظهور أية أعراض.
أما في حال ظهور الأعراض, فمن المرجح
أن تثير ألما معتدلا في جوف البطن, أو في
القسم العلوي الأيمن من البطن.
ومن الممكن أن يمتد الألم نحو الجهة
اليمنى العلوية من الظهر, أو باتجاه الكتف
اليمنى. وقد يشتد الألم أحيانا. وقد يكون
الألم دائما, أو قد يظهر ويختفي بالتناوب.
ومن الممكن أن يزداد الألم عند تناول
الطعام.
عندما تسد إحدى حصوات المرارة إحدى
قنيات المرارة, فقد يعاني المريض من آلام
ّ مصحوبة بحمى, وقد يصبح لون الجلد
أصفر، بينما يصبح لون العينين أبيض. في
هذه الحالات، يفضل التوجه إلى الطبيب
بدون تأخير. ذلك إن تراكم الحصوات في
قنيات المرارة يزيد من خطر الإصابة بانتفاخ
البنكرياس (التهاب البنكرياس). وقد تدل
ّ هذه الأعراض على تكون التهاب في كيس
المرارة.


في حال ظهور ألم فجائي وحاد في منطقة
البطن أو الصدر, مع عدم التأكد من السبب
الحقيقي لهذا الألم, يجب الاتصال بالطبيب
المعالج، بشكل فوري ودون تأخير. فأعراض
الإصابة بالحصوات الصفراوية تشبه، إلى
حد كبير جدا، أعراض الألم الفجائي في
حال الإصابة بنوبة قلبية, أو أعراض العديد
من الأمراض الخطيرة الأخرى.
أسباب وعوامل خطر حصى المرارة
ّ ينشأ التحص ّ ي الصفراوي عندما يكون
الكوليسترول, سوية مع المواد الأخرى
ّ المكونة لعصارة المرارة، حصوات. وقد تتكون
الحصوات، أيضا، في حال عدم تفريغ كيس
المرارة بالشكل الصحيح. كما أن الأشخاص
الذين يعانون من الوزن الزائد, أو الأشخاص
الذين يحاولون إنقاص وزنهم بأقصى سرعة
ممكنة, ّ هم اكثر عرضة للإصابة بالتحصي
ّ الصفراوي.
العلاج
عند الشعور باوجاع في منطقة جوف
البطن، ينبغي التوجه إلى الطبيب المعالج.
في هذه الحالة, يستفسر
الطبيب عن طبيعة هذه
الآلام, متى بدأ ظهورها,
مكانها الدقيق, وإذا ما
كانت دائمة أو تظهر
وتختفي بالتناوب.
من المحتمل أن يوصي
الطبيب بإجراء عدد من
فحوصات التصوير التي يتم خلالها تصوير
الجسم من الداخل. فقد يكشف فحص
التصوير فائق الصوت (التصوير بالموجات
فوق الصوتية ) لجوف البطن عن وجود
حصوات في كيس المرارة.
بالمقابل، قد لا يكشف هذا الفحص عن
وجود حصوات في المرارة، ولكن في حالة
شك طبيبك المعالج بوجود مشاكل في كيس
المرارة, فقد يوجه المريض لإجراء فحص
لكيس المرارة. في هذا الفحص, يقوم
الطبيب بحقن المريض بصباغ مضاد في
أحد الأوردة في الذراع، ثم يقوم بالتصوير
بالأشعة السينية (رنتجن) في الوقت الذي
يتدفق فيه الصباغ المضاد في الكبد, قنيات
المرارة, كيس المرارة والأمعاء.
ُ إذا لم يشك المريض من أية أعراض, فقد
لا يكون بحاجة إلى أي علاج.
النوبة الأولى التي تحدث من جراء
الحصوات الصفراوية تكون مصحوبة
بظهور ألم معتدل. قد يوصي الطبيب بتناول
ّ مسكنات الألم, ثم ينتظر لفحص ما إذا كان
الألم سيزول بتأثير هذا العلاج أم لا. وقد
لا تحدث نوبة أخرى. هذا الانتظار لمعرفة
التطورات لا يسبب، عادة، أية مضاعفات.
إذا كان المريض قد تعرض لنوبة حادة جدا,
أو في حال تعرضه لنوبة ثانية, فقد يوصي
الطبيب المعالج باستئصال المرارة بواسطة
عملية جراحية. ذلك إن ظهور نوبة ثانية
يشير، بشكل عام، إلى احتمال ظهور نوبات
أخرى لاحقة في المستقبل.
هنالك العديد من الأشخاص الذين تم
استئصال مرارتهم جراحيا. وغالبا ما
يتم إجراء هذه العملية الجراحية دون
أية تعقيدات أو مضاعفات. فالأطباء
الجراحون يختارون، إجمالا، إجراء هذه
العملية بطريقة الجراحة التنظيرية في
سبيل إجراء هذه الجراحة، يقوم الجراح
بفتح عدد من الشقوق الصغيرة في جوف
البطن, ثم يسحب من خلالها كيس المرارة.
الغالبية الساحقة من المرضى الذين
يخضعون لهذه الجراحة يستطيعون، على
الأرجح، العودة إلى مزاولة نشاطهم العادي
وإلى أماكن عملهم في غضون أسبوع واحد
حتى أسبوعين. لكن أشخاصا معينين
يحتاجون إلى فترة أطول من ذلك. ففي
بعض الحالات، يضطر الطبيب الجراح إلى
فتح شق أكبر في البطن، من أجل إخراج
كيس المرارة. في مثل هذه الحالات، تكون
الفترة اللازمة للتماثل للشفاء أطول.
الأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد, أو الأشخاص
الذين يحاولون إنقاص وزنهم بأقصى سرعة ممكنة
ّ هم اكثر عرضة للإصابة بالتحص ّ ي الصفراوي