التنميه والخصائص السكانيه نكون او لا نكون

Date: 
الاثنين, مارس 25, 2019

التنميه والخصائص السكانيه نكون او لا نكون

د. احمد راشد استاذ النساء والولاده جامعه عين شمس

اشكاليه الـزيـاده العدديه للسكان و الأتجاه الى الحديث عن هذه الزياده على انها المصدر الأساسى لأعاقه التنميه فى
مصر, على الرغم من أنه لا تنميه بدون سكان و أن السكان هم الهدف والوسيلة الـي التنمية, و نهدف مـن هـذا البحث أن نصل الى ان تكون الزياده السكانيه المنضبطه هى الطريق الى انطلاق التنميه و البعد عن الحديث عن النقمه السكانيه عن طريق تطوير الخصائص السكانيه التى نوجزها فى : التعليم و الثقافه و
التنوير. التعليم : اخشى أن أقـول أننا لا زلنا نتحرك و نتعامل مع التعليم بنفس فكر واسلوب عـام 1805عندما قـرر محمد على الأهتمام بالتعليم لتخريج موظفين لجهاز الدوله , و ما كان يعتبر عبقريه الفكر آنذاك .. الا أن هذا الفكرلا يصلح الان بل اننا حتي هذا الهدف البدائي لا ندركه ولا نقدم للدوله الخريج القابل للتعامل مع ما يلزم من متطلبات عصر الـعـلـوم و التكنولوجيا و لازال العامل البشري و مستوى التدريب عائقا هاما و اساسيا يهدر الموارد و يشتت الجهود. منذ أن شدد رواد الفكر " طه حسين" و أحمد لطفى السيد" على أن التعليم حق كالماء و الهواء" مر قرابه قرن من الزمان و لـم نــدرك الـهـدف ... التعليم خمس اعمده : تلميذ و استاذ.. مكان التعليم..
الماده و طرق التعليم . عندما نتكلم عن الثوره التعليميه يروق لنا أن نذكر عدد المـدارس التى نبنيها , ثلاث مـدارس كل يومين, و الحقيقه أن مدارسنا -خاصه التعليم الأساسى - سبه
فى جبين الأنسانيه.

الـتـلـمـيـذ: تـدنـت الخــدمــات المقدمه للتلاميذ و الـتـى كـانـت تشمل و جبه غذائيه و ضاعت فكره اضـافـه عنص الحديد فى رغيف الخبز للقضاء على انيميا نقص الحديد التى تؤثر سلبا على مستوى التركيز و التحصيل و تعوق نمو و تفكير الطفل, و عندما حصل نائب رئيس مجلس الوزراء المصرى " زياد أحمد بهاء الـديـن" على منحه من السوق الأوربيه لدعم الوجبه الغذائيه للتلاميذ فى عام 2013 ضاعت الفكرة و فقدت المنحة مما ساهم في زيــادة تدنى مستوى التلميذ صحيا واجتماعيا.
الأستاذ : لا يمكن ان ننتظر ناتج مرضى
و يرقى الى الهدف من مدرس قد لا يجد
القوت المناسب و لا يجد المسكن المناسب
و لم يحصل على التدريب الـلازم لأداء
عمله , اصبح المـــدرس أكثر ضعفا من
التلميذ.. و لا يقتصر هذا على مدارس
الحكومه و لكن يمتد بنسبه كبيره الى
مايسمي بالتعليم الأجنبى و المــدارس
المسماه " دوليه" حيث انه فى نسبه ليست
بالقليله اصبح التعليم مهنه من لا مهنه
له.. و لا يسرنى ان يكون من يدرس العلوم
لأبني حاصلا على بكالوريوس الطب و
الجراحه حتى يستطيع ان يدرس العلوم
للتلاميذ , فخريج كليه التربيه أكثر منه
قدره و كفاءه على التدريس للتلاميذ .
المادة : المادة التي تدرس للتلاميذ تحتاج
للتغير التام و فى الحقيقه فأن وسائل
الأعـــلام المرئيه و المكتوبه تغطى هذا
المـجـال بشراسه نظرا لمـا لـه مـن صدى
يجذب الأعلانات ( الهم الرئيسي للأعلام
المرئي فى بلدنا) و لكنها الحقيقه الغير
ساره , انحدر مستوى واضعى المناهج و
مراجعى المواد الى هاويه يلحظها الجميع
و لا تحتاج لبرهان فكلامهم مكتوب و
مطبوع على نفقه الـدولـه و مــوزع على
جميع البيوت المصرية.
طرق التدريس: قد يكون لائقا أن نؤجل
دراستها عندما تنخفض كثافه الفصل
الى أقل من 40تلميذا و عندما لانسمع
عن تلميذ فقد عينه ولا أستاذ ضرب
بالسكين من تلميذه .
سواد الصوره يدعونا للتحرك الفعال
الحـــازم و تضافر مـجـهـودات الـدولـه و
المجتمع المدنى و القطاع الخاص لمهاجمه
المشكله و لا أقول مواجهه الخطر المحدق
بنا جميعا و الهجوم عليه فــرض عين
على كل من الحكومه و المجتمع المدنى و
القطاع الخاص.
انطلاقا من سواد الصوره فى الفقرات
السابقه , انزلقنا الـى الأميه الأبجديه
للكبار الذين و لدوا بعد عقود من مجانيه
التعليم و الألزام التعليمي و رفع مستوى

الألزام الى نهايه المرحله الأعداديه و ليس
الأبتدائيه كما كان , و تجريم التسرب من
التعليم .أنشأنا الهيئه العليا لتعليم الكبار
و أعلن رئيسها فى عام 2007القضاء
على الأميه الأبجديه فى محافظه دمياط
!!! الأميه الأبجديه نقطه غير مقبوله فى
الدوله ذات الحضاره و المناره و الرياده
.واذا تحققنا من نسبه الأميه الأبجديه
بــين طـــلاب الـسـنـه الـثـالـثـه الأعــداديــه
سندرك الواقع المرير لما نحن فيه.
عندما يـكـون هــذا واقـعـنـا المـريـر فى
الأمـيـه الأبـجـديـه , لا يفوتنا أنـنـا كنا
مــصــدرا لـتـصـديـر مـبـرمـجـين للبرامج
الألكترونيه لكثير من الــدول العربيه (
المستوى الأول للمعرفه الإلكترونيه , عماد
المعرفه العصريه) الا أننا تراجعنا فى هذا
المجال لتقدم وسائل الإتـصـالات و نقل
المعلومات. كما أننا لازلنا نعانى من قيود
حريه المعرفه وتـداول المعلومات , و هما
معا من الأعمده الرئيسيه للفكر و الإنتاج
و التنميه فى العالم الحديث الهدف من
التعليم الحديث الأن هو اعـداد التلميذ
لقدرات التفكير العالية و القدرة على
ابتكار الحلول و الإبداع ... يجب أن نراجع
برنامج تطوير التعليم وتنميه مهارات
الإبداع و الإبتكار للأستاذ الدكتور / مراد
وهبه - حفظه الله
- استاذ الفلسفة
بـــجـــامـــعـــه عــين
شمس ( مناره العلم و التعليم فى مصر) و
نراجع كتاب تطوير الفكر العربى للأستاذ
الدكتور / زكى نجيب محمود -عليه رحمه
الله- لا نحتاج لأبحاث من دول العالم و
لا استيراد افكار من دول العالم الأول
و لا اختراع نظم . نحتاج أن لا تذهب
مجهودات علماؤنا ادراج الرياح ... من
أفكار طه حسين و احمد لطفى السيد و
نظريات مراد و هبه و زكى نجيب محمود
ومجهودات زيـاد بهاء الدين و صيحات
حسام البدراوى وغيرهم كثير
نحتاج أن ندرك و ضع كوريا من عقدين
من الزمان و وضع كوريا الأن و ماذا فعلت
الثوره التعليميه هناك ! مات الدكتور /
أحمد زويل دره علماء العرب و هو يرفع
تليفون سامسونج ليقول أنـظـروا مـاذا
فعلت التكنولوجيا الكوريه ....مـــات و
سهام أنصاف المتعلمين و أشباه الرجال
تسدد الى صدره و تنقد كلامه و تقوض
خططه لتلحق مصر بنظام التعليم العالمى.
نـــحـــتـــاج أن نــــدرك
تجـربـه محمد مهاتير
فـــى مــالــيــزيــا و كــان
محورها العلم و التعليم
و التكنولوجيا و تطوير الفكر.
عــنــدمــا حــضــر الــــى مــصــر مــلــوك و
رؤسـاء 148دولـه مشاركين فى "المؤتمر
الـدولـى للسكان و التنميه" تحت مظله
الأمم المتحده عام , 1994و كان العالم
قد أدرك أن مشكله السكان لا حل لها
الا التنميه , فى ذلك العام 1994كانت
معدلات الزياده السكانيه فى مصر %2.4
و فى ايران %2.8و قد قاربت معدلات
الزياده فى مصر الى %2.6و انخفضت
فى إيران الى ما يقارب %1.2ما يقرب
من معدلات الزياده فى دول العالم الأول
!!! كـيـف!! لأن ايـــران فـى عــام 2005
حققت نسبه %100من الإلتزام بالتعليم
الأساسي... القضاء التام على التسرب
من التعليم .. و تقارب نسبه الصفر%
للأميه الأبجديه للكبار في عـام 2008
دون تفرقه بين الجنسين , عندما تفقد
الأسره القيمه الأقتصاديه للطفل -عماله
الأطفال- تتجه تلقائيا لخفض معدلات
الإنجاب.. و عندما تدرك وسائل الإعلام
أهميه هـذه القضيه لابـد أن تكف عن
السخف المتداول فى اليوم القومى للسكان
عن خفض معدلات الخصوبه التى تعنى
خفض عدد المواليد.... القضيه قوميه
...و القضيه أن نكون أو لا نكون